لوكا زيدان يتكلم أخيراً.. ولكن بتصدياته الحاسمة.

لم يعد اللقب الوحيد الذي يلاحق الحارس لوكا زيدان هو “نجل الأسطورة زين الدين”، بل صار اسمه يُذكر باعتباره أحد أبرز حراس المرمى في الدرجة الثانية الإسبانية وأمل الجزائر في حل إشكالية حراسة المرمى.

فبعد سلسلة من العروض المبهرة مع نادي غرناطة، وإعلانه تمثيل المنتخب الجزائري، دخل اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً مرحلة جديدة ومشرقة في مسيرته الكروية.

يبدو أن قرار تمثيل “الخضر” كان نقطة التحول الأساسية في مسيرة زيدان الابن. فمنذ انضمامه الرسمي للمنتخب الوطني خلال تصفيات كأس العالم 2026، ظهر اللاعب بوجه جديد مختلف تماماً – أكثر نضجاً وثقة.

وقد انعكس هذا التحول النفسي بشكل مباشر على مستواه مع غرناطة، حيث أصبح الحارس الأساسي والقائد الهادئ لدفاع الفريق الأندلسي.

شهدت صورة زيدان في الإعلام الإسباني انقلاباً ملحوظاً، فبعد سنوات من المرور تحت مجهر النقد، أصبح اليوم يحصد الإشادات.

ونقل موقع “Ahora Granada” المحلي عن تحول زيدان قائلاً: “من شرير إلى بطل”، مشيراً إلى أن الانضباط الكبير والثقة المكتسبة بعد ارتداء قميص الجزائر كانا وراء هذا التحول.

إحصائياً، يقدم زيدان أداءً استثنائياً هذا الموسم، حيث شارك في 10 مباريات مع غرناطة، حافظ فيها على نظافة شباكه في 5 مناسبات، وتصدى لأكثر من 30 فرصة محققة.

ولا تقتصر مساهمات زيدان على التصدي للكرات، بل تمتد إلى غرفة الملابس حيث أصبح أحد الأصوات المؤثرة والقيادية في الفريق.

وأثنى مدرب غرناطة على “روح المسؤولية والهدوء” اللذين يميزان الحارس الجزائري، معتبراً إياه “مثالاً للاعبين الشباب في الانضباط والاحترافية العالية”.

على الصعيد الدولي، جاءت المشاركة الأولى لزيدان مع المنتخب الجزائري ضد أوغندا ناجحة، حيث قدم أداءً واعداً يعزز الآمال في أن يكون الحل المنتظر لإشكالية حراسة المرمى.

ويُعتبر زيدان اليوم نموذجاً لجيل جديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين اختاروا تمثيل الوطن الأم بقناعة وفخر، محولاً مسيرته من قصة شك إلى قصة نجاح ملهمة تُروى في الجزائر وإسبانيا على حد سواء.