لم يكن بيب غوارديولا يتوقع أن تكون صفقة ريان أيت نوري بهذه القوة والتأثير السريع على فريقه. المدرب الإسباني الذي طلب من إدارة مانشستر سيتي التعاقد مع ظهير أيسر، وجد نفسه أمام صفقة ذهبية حققت له أكثر من مطلبه – ظهير وجناح في آن واحد.
الدولي الجزائري البالغ من العمر 24 عاماً، والذي انضم لمانشستر سيتي من وولفرهامبتون، أرسل الجماهير في حالة من الجنون بلحظة سحرية رائعة في مباراته الثانية فقط مع غوارديولا أمام يوفنتوس، في المباراة الأخيرة من دور المجموعات لكأس العالم للأندية 2025.
أرقام استثنائية تؤكد التألق الفوري
سجل أيت نوري أداءً لافتاً في مواجهة العملاق الإيطالي يوفنتوس، حيث حصل على تقييم 8.0/10، وهو رقم يعكس مستوى الإبهار الذي قدمه في مباراته الثانية بقميص السيتي. ساهم النجم الجديد في الفوز المقنع لمانشستر سيتي على يوفنتوس، مما ساعد الفريق على تصدر المجموعة السابعة في كأس العالم للأندية.
الأرقام تتحدث عن نفسها: 53 تمريرة بدقة مثالية 100%، خلق 3 فرص محققة للتسجيل، تمريرة حاسمة واحدة بطريقة جميلة، 3 مراوغات ناجحة بدقة كاملة، والفوز في 5 مبارزات أرضية وواحدة هوائية. هذه الإحصائيات تؤكد أن الجزائري ليس مجرد ظهير دفاعي، بل عنصر هجومي حقيقي يضيف بُعداً تكتيكياً جديداً لمنظومة غوارديولا.
صفقة ذكية بتوقيت مثالي
أيت نوري وقع عقداً لخمس سنوات مع مانشستر سيتي حتى صيف 2030، ليصبح أول صفقات النادي في الصيف الحالي. بلغت قيمة الصفقة 36.3 مليون جنيه إسترليني (31 مليون جنيه + 5.3 مليون إضافات)، وهو استثمار يبدو أنه بدأ يؤتي ثماره بوتيرة أسرع من المتوقع.
التوقيت كان مثالياً للجانبين، حيث حصل السيتي على اللاعب قبل انطلاق كأس العالم للأندية مباشرة، مما أتاح لأيت نوري الفرصة لإثبات نفسه على المسرح العالمي منذ اللحظة الأولى. غوارديولا، المعروف بقدرته على تطوير اللاعبين وإخراج أفضل ما فيهم، يبدو واثقاً من قدرة النجم الجزائري على التأقلم السريع مع فلسفته التكتيكية.
فنيات ومراوغات تُذكر بكبار النجوم
ما يميز أيت نوري ليس فقط قدرته على التمرير والتسديد، بل أيضاً مهاراته الفنية العالية. المراوغتان الناجحتان بنسبة 100% في مباراة يوفنتوس تعكس ثقته العالية بالكرة وقدرته على الخروج من المواقف الضيقة. هذه الصفات النادرة في لاعبي الظهير تجعل منه سلاحاً تكتيكياً مزدوجاً في يد غوارديولا.
العرضيتان الدقيقتان بنسبة 100% تظهر جودة كراته من المناطق الجانبية، وهو ما يضيف خياراً هجومياً إضافياً لمانشستر سيتي. الفرصة الكبيرة التي صنعها تؤكد قدرته على قراءة اللعب وإيجاد المساحات المناسبة لزملائه في المنطقة الخطيرة.
إعجاب جماهيري فوري ومبكر
ردود فعل جماهير مانشستر سيتي كانت لافتة، حيث وصف البعض أداءه بـ”أفضل لاعب في العالم” بعد تلك اللحظة السحرية أمام يوفنتوس. هذا الإعجاب السريع من الجماهير، المعروفة بمعاييرها العالية، يعكس مستوى الإبهار الذي قدمه اللاعب الجزائري.
الانطباع الأول قوي جداً، وهو ما يشير إلى أن أيت نوري قد ينجح في ترسيخ مكانته كأساسي في تشكيلة غوارديولا قبل حتى انطلاق الموسم الجديد بأسابيع. هذا التطور السريع يعطي مؤشراً إيجابياً على قدرة اللاعب على التكيف مع متطلبات الكرة الإنجليزية والأوروبية.
طموحات كبيرة مع السيتي والمنتخب
النجاح السريع مع مانشستر سيتي يضع أيت نوري في موقع قوي للعب دور محوري مع المنتخب الجزائري أيضاً. خبرته المتنامية في الدوري الإنجليزي وأدواره التكتيكية المتطورة تجعل منه عنصراً مهماً في مشاريع “الخضر” المستقبلية.
مع مانشستر سيتي، يبدو أن أيت نوري عازم على إقناع الجميع بأنه ليس مجرد بديل لجوردي ألبا أو جواو كانسيلو، بل لاعب قادر على إضافة لمسته الخاصة ونكهة جديدة لهجمات الفريق. التوازن بين الواجبات الدفاعية والمساهمة الهجومية يجعل منه النموذج المثالي للظهير الحديث.
بداية ريان أيت نوري مع مانشستر سيتي تحمل كل علامات النجاح. الإحصائيات المميزة، الإعجاب الجماهيري، وثقة غوارديولا تشير جميعها إلى أن النجم الجزائري قد يكون أحد أبرز صفقات الصيف في الدوري الإنجليزي.
مع استمرار كأس العالم للأندية وقرب انطلاق الموسم الجديد، ستكون كل الأنظار مسلطة على هذا اللاعب الاستثنائي الذي تمكن من إقناع أحد أصعب الجماهير في العالم في مبارتين فقط. المستقبل يبدو مشرقاً لأيت نوري، والطريق مفتوح أمامه لترك بصمة لا تُنسى في تاريخ مانشستر سيتي.


