شهدت السنوات الأخيرة تعاقب العديد من المدربين على تدريب المنتخب الوطني الجزائري، ولكل منهم بصمته الخاصة وإنجازاته التي حققها. ومع قدوم المدرب الحالي فلاديمير بيتكوفيتش، تثار العديد من التساؤلات حول مدى قدرته على مواصلة مسيرة النجاح التي حققها أسلافه.
ولتقييم بداية بيتكوفيتش، دعونا نلقي نظرة مقارنة على إحصائيات أول ست مباريات لكل من المدربين الذين سبقوه: وحيد حاليلوزيتش، كريستيان غوركوف، جمال بلماضي، ورابح سعدان.
مقارنة إحصائيات المدربين السابقين للمنتخب الجزائري
بناءً على الإحصائيات التي قدمتها، يمكننا ترتيب المدربين الخمسة بناءً على عدد الانتصارات، الأهداف المسجلة، الأهداف المستقبلة، ونسبة الفوز:
الترتيب حسب عدد الانتصارات:
وحيد حاليلوزيتش: 5 انتصارات
كريستيان غوركوف: 5 انتصارات
فلاديمير بيتكوفيتش: 4 انتصارات
جمال بلماضي: 3 انتصارات
رابح سعدان: 3 انتصارات
الترتيب حسب عدد الأهداف المسجلة:
فلاديمير بيتكوفيتش: 14 هدف
وحيد حاليلوزيتش: 13 هدف
كريستيان غوركوف: 11 هدف
جمال بلماضي: 9 أهداف
رابح سعدان: 8 أهداف
الترتيب حسب عدد الأهداف المستقبلة:
وحيد حاليلوزيتش: 2 هدف
جمال بلماضي: 4 أهداف
كريستيان غوركوف: 4 أهداف
فلاديمير بيتكوفيتش: 8 أهداف
رابح سعدان: 5 أهداف
الترتيب حسب عدد الكلين شيت:
وحيد حاليلوزيتش: 4 كلين شيت
كريستيان غوركوف: 3 كلين شيت
فلاديمير بيتكوفيتش ورابح سعدان: 2 كلين شيت لكل منهما
بيتكوفيتش.. مدرب يحول دفة المباراة بلمسة سحرية
شهدت المباريات الأخيرة للمنتخب الجزائري تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش ظاهرة لافتة للنظر، وهي تحول أداء الفريق بشكل ملحوظ في الشوط الثاني. فبعد عروض متواضعة في الشوط الأول، يظهر الخضر بمستوى مختلف تمامًا في الشوط الثاني، وكأنهم فريق آخر.
سر التحول في الشوط الثاني
ما السر وراء هذا التحول الملحوظ؟ يرى العديد من المحللين أن السر يكمن في قدرات بيتكوفيتش الفنية والقيادية. فبالرغم من أن اللغة قد تشكل عائقًا في التواصل المباشر مع اللاعبين، إلا أن المدرب الكرواتي أثبت قدرته على إيصال رسالته وتعبئة اللاعبين معنوياً.
يبدو أن بيتكوفيتش يتقن لغة العواطف والإيماءات، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تحفيز اللاعبين. فكما ذكر أوناي إيمري سابقًا، فإن المشاعر والأحاسيس لا يمكن ترجمتها، بل تحتاج إلى لغة خاصة بها. و يبدو أن بيتكوفيتش قد وجد هذه اللغة، حيث يتمكن من إيصال رسائله إلى اللاعبين بطريقة مباشرة ومؤثرة.
في مباريات جنوب إفريقيا، بوليفيا، أوغندا وغينيا الاستوائية، ظهر هذا الأسلوب بوضوح. ففي كل هذه المباريات، كان المنتخب الجزائري يعاني في الشوط الأول، قبل أن يعود بقوة في الشوط الثاني ويقدم أداءً مقنعًا. وهذا يدل على قدرة بيتكوفيتش على تحفيز اللاعبين وتغيير مجرى المباراة.
أهمية الجانب النفسي:
تؤكد هذه الظاهرة أهمية الجانب النفسي في كرة القدم. فمهما كانت الخطط التكتيكية متقنة، فإنها لن تؤتي ثمارها إذا لم يكن اللاعبون مستعدين نفسياً. و يبدو أن بيتكوفيتش قد نجح في بناء فريق قوي المعنويات، قادر على تجاوز الصعاب والعودة إلى المباراة في أي وقت.
بفضل قدراته في التحفيز والتواصل، أثبت فلاديمير بيتكوفيتش أنه إضافة قوية للمنتخب الجزائري. وقد نجح في كسب احترام اللاعبين والجماهير بفضل نتائجه المميزة وأسلوبه القيادي الفريد.
التعليقات