البراءة للمدرب جمال بلماضي من تهمة العنف في الملاعب
جمال بلماضي مدرب الدحيل القطري

برىء اللاعب عادل بولبينة مدربه في الدحيل جمال بلماضي ، من تهمة العنف التي أثيرت بشكل غير مسبوق عبر المنصات الإلكترونية و القنوات القطرية بسبب الإنفعال الزائد و التصرفات الجانية خلال المباريات .

بعد أيام من الجدل الواسع الذي أثارته لقطة مسك المدرب جمال بلماضي لقميص لاعبه عادل بولبينة خلال مباراة الدحيل والوكرة، خرج النجم الجزائري الشاب عن صمته ليوضح تفاصيل ما حدث في تلك اللحظة التي شهدتها الدقيقة 38 من المباراة وأثارت انتقادات واسعة.

وفي تصريحات إعلامية ، كشف بولبينة أن ما بدا وكأنه تصرف عنيف من المدرب السابق للمنتخب الجزائري كان في الواقع محاولة للتواصل في ظروف صعبة واجهها الفريق خلال المباراة.

وأوضح اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً أن الموقف كان طبيعياً تماماً وأن المدرب فقد صوته في تلك اللحظة الحرجة، مما اضطره لاستخدام هذه الطريقة للفت انتباهه ونقل التعليمات الضرورية. وأكد بولبينة أن الفريق كان يمر بمرحلة صعبة في المباراة، حيث كان متأخراً في النتيجة ويلعب بنقص عددي بعد طرد أحد اللاعبين بالبطاقة الحمراء، مما خلق حالة من الارتباك تطلبت تدخلاً سريعاً وحاسماً من الجهاز الفني.

شهدت اللقطة المثيرة للجدل ردود فعل متباينة بين محللي استوديو قناة الكاس، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبرها تصرفاً غير لائق ومن دافع عن أسلوب بلماضي في التعامل مع لاعبيه. الواقعة أثارت الانقسام بين المتابعين وظهر بلماضي وهو يشد قميص لاعبه الجديد عادل بولبينة ويوجّه له ملاحظات بانفعال شديد، مما جعل البعض يشكك في طرق التواصل المعتمدة من قبل المدرب الجزائري مع لاعبيه.

وقد تفاوتت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد كثيرون أسلوب بلماضي ووصفوه بالعنيف وغير المقبول، فيما دافع آخرون عن المدرب معتبرين أن الأمر طبيعي في عالم كرة القدم خاصة في اللحظات الحاسمة. هذا الجدل أعاد إلى الواجهة نقاشات قديمة حول أساليب التدريب الحديثة والحدود المسموح بها في التعامل مع اللاعبين، خاصة الشباب منهم الذين يحتاجون لمعاملة خاصة لضمان تطورهم النفسي والمهني بشكل صحيح.

في تصريحاته الدفاعية القوية، أكد عادل بولبينة أن ما حدث كان أمراً عادياً ولا يستحق كل هذا الجدل الذي أثير حوله، مشيراً إلى أن “بعض الأطراف تحاول الاصطياد في المياه العكرة” في إشارة واضحة إلى من استغلوا الموقف لإثارة الجدل حول شخص بلماضي وطرق تدريبه. وأشار اللاعب إلى أن المدرب كان يحاول التواصل معه بأفضل طريقة ممكنة في ظل الظروف الصعبة التي واجهها في تلك اللحظة، خاصة بعد فقدانه لصوته وحاجته الماسة لنقل تعليمات مهمة للاعب في وقت حرج من المباراة.

وشدد بولبينة على أن العلاقة بينه وبين المدرب جمال بلماضي تتسم بالاحترام المتبادل والتفاهم، وأن هذا الموقف لا يعكس أي مشكلة أو توتر بينهما، بل على العكس تماماً، فهو يعكس حرص المدرب على توجيه لاعبيه وضمان تنفيذهم للخطة التكتيكية المطلوبة. كما أشار إلى أن مثل هذه المواقف شائعة في عالم كرة القدم، خاصة في الأوقات الحاسمة من المباريات حين يحتاج المدرب لضمان وصول رسالته للاعبين بأسرع وأوضح طريقة ممكنة.

ليست هذه المرة الأولى التي يجد فيها جمال بلماضي نفسه في قلب جدل يتعلق بأساليبه التدريبية وطرق تعامله مع اللاعبين مثل واقعته مع بن رحمة . فالمدرب الذي تولى تدريب منتخب الجزائر في أغسطس 2018 ونجح في الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2019 قبل أن يُقال في يناير 2024 بعد الإقصاء المبكر من كأس أمم إفريقيا، اشتهر بشخصيته القوية وأسلوبه الحازم في التعامل مع اللاعبين. وقد واجه انتقادات مماثلة خلال فترة تدريبه للمنتخب الجزائري، خاصة فيما يتعلق بطريقة إدارته للمجموعة وأسلوبه في نقل تعليماته للاعبين.

رغم هذه الانتقادات، يبقى بلماضي مدرباً محترماً وصاحب إنجازات مهمة، حيث استطاع إعادة المنتخب الجزائري إلى مكانته المرموقة في القارة الأفريقية وحقق معه لقب كأس الأمم الأفريقية لأول مرة منذ 29 عاماً. والآن، مع انتقاله للعمل في الدوري القطري مع نادي الدحيل، يسعى بلماضي لإثبات قدراته التدريبية في بيئة جديدة، وسط تحديات مختلفة تتطلب منه التأقلم مع ثقافة كروية وإدارية مغايرة عما اعتاد عليه في التجربة الوطنية مع المنتخب الجزائري.