جليل كونتي موهبة تشيلسي يختار الجزائر رغم الإغراءات الأوروبية

تم استدعاء جليل كونتي لاعب نادي تشيلسي الإنجليزي لأول مرة إلى صفوف المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، في قرار يحمل دلالات مهمة لمستقبل الكرة الجزائرية.

جليل كونتي، البالغ من العمر 16 عاماً فقط، يجسد قصة الجيل الجديد من المواهب متعددة الانتماءات. وُلد في إنجلترا عام 2008 لأب من سيراليون ووالدة جزائرية، ما منحه حق تمثيل ثلاث منتخبات مختلفة على المستوى الدولي.

رغم هذا التنوع في الخيارات، اختار كونتي الجزائر كوجهته الأولى، في قرار لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة تأثير عميق من والدته الجزائرية التي لعبت دوراً محورياً في ربطه بجذوره الجزائرية.

تشير مصادر مقربة من العائلة إلى أن والدة جليل كونتي كانت العامل الأساسي في تنمية حب الجزائر في قلب ابنها منذ الصغر. فرغم نشأته في البيئة الإنجليزية واحترافه في أحد أعرق الأندية الأوروبية، حرصت الوالدة على تعليمه التقاليد والثقافة الجزائرية.

هذا التأثير الأمومي انعكس بوضوح في القرار الذي اتخذه الشاب قبل عدة أشهر، عندما أعلن في فيديو مؤثر عن رغبته الصادقة في تمثيل “الخضر” دولياً، مؤكداً ارتباطه العاطفي بالجزائر رغم المغريات الأوروبية.

يأتي استدعاء كونتي ضمن استراتيجية شاملة تبنتها الاتحادية الجزائرية تحت قيادة الرئيس وليد صادي، والتي تهدف إلى استقطاب أفضل المواهب المغتربة ذات الأصول الجزائرية، خاصة في الفئات السنية الصغيرة.

هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها في السنوات الأخيرة من خلال انضمام عدد من اللاعبين البارزين للمنتخبات الوطنية، والذين ساهموا بشكل كبير في تطوير مستوى الكرة الجزائرية.

نادي تشيلسي الإنجليزي، المعروف بأكاديميته المتميزة في تكوين المواهب الشابة، يضيف اسم جليل كونتي إلى قائمة اللاعبين الذين انتقلوا من أكاديميته إلى المنتخبات الوطنية المختلفة حول العالم.

كونتي، الذي يلعب في مركز الدفاع، يتميز بقامته الطويلة وقدرته على اللعب بكلتا القدمين، إضافة إلى نضجه التكتيكي الذي يفوق سنه الصغيرة، ما جعله محط أنظار الطاقم الفني للمنتخب الجزائري.

يحمل انضمام جليل كونتي رسالة واضحة إلى جميع المواهب الجزائرية المغتربة حول العالم، مفادها أن أبواب المنتخب الوطني مفتوحة أمام كل من يحمل الجنسية الجزائرية ويرغب في خدمة بلده.

مع انضمام كونتي إلى قائمة المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، تتطلع الجماهير الجزائرية إلى رؤية هذه الموهبة الواعدة وهي تدافع عن ألوان “الخضر” في المستقبل القريب.

الطاقم الفني بقيادة المدرب رزيق نيدر يراهن على هذا الجيل الجديد من اللاعبين المغتربين لبناء مستقبل مشرق للكرة الجزائرية، خاصة وأن معظمهم يتطور في أكاديميات الأندية الأوروبية الكبرى.

قصة جليل كونتي تجسد نموذجاً مثالياً لدور الأسرة، وتحديداً الأم، في الحفاظ على الهوية الوطنية للأجيال المولودة في المهجر. كما تؤكد أن الانتماء لا يقاس بمكان الولادة أو النشأة، بل بالحب والارتباط العاطفي بالوطن الأم.

بانضمام هذه الموهبة الشابة، تعزز الجزائر من فرصها في بناء جيل ذهبي قادر على تحقيق الإنجازات على المستويين القاري والدولي، مؤكدة أن الاستثمار في المواهب المغتربة استراتيجية ناجحة تستحق المواصلة والتطوير.