علي بن شيخ: “الجهوية حرمتني من الكرة الذهبية الأفريقية عام 1976”

عاد نجم الكرة الجزائرية السابق علي بن شيخ إلى ذكريات عام 1976، العام الذي يعتبره نقطة تحول في مسيرته الكروية، ولكن أيضاً مصدر إحباط مستمر بسبب ما يصفه بـ”الحرمان الظالم” من الكرة الذهبية الأفريقية.

يتذكر علي بن شيخ، المولود في 9 يناير 1955 بالمحير، عام 1976 كواحد من أفضل السنوات في مسيرته الكروية. ففي ذلك العام الاستثنائي، حقق مع نادي مولودية الجزائر الثلاثية التاريخية: الدوري الجزائري، كأس الجزائر، وكأس شمال إفريقيا، وهو إنجاز نادر في تاريخ الكرة الجزائرية.

ولم تتوقف إنجازات اللاعب عند هذا الحد، حيث توج بالميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية، مما جعله في قمة عطائه الكروي على المستويين المحلي والقاري.

“كان الجميع يؤكد بأنني الأحق بالكرة الذهبية الأفريقية تلك السنة”، يقول علي بن شيخ بحسرة واضحة، مشيراً إلى شهادات أساطير كرة القدم العربية مثل الخطيب وعبد الرزاق الذين أقروا بجدارته للحصول على هذا اللقب المرموق.

إلا أن الجائزة ذهبت في النهاية إلى اللاعب الكاميروني روجيه ميلا، الذي كان حينها في بداية مسيرته مع نادي تونير ياوندي الكاميروني. وحسب المصادر الرسمية، فقد حصل ميلا على الكرة الذهبية الأفريقية لعام 1976 رغم الأداء الاستثنائي الذي قدمه علي بن شيخ ذلك العام.

لا يخفي علي بن شيخ اتهامه الصريح للجهوية والمحسوبية كسبب رئيسي وراء حرمانه من الجائزة. “تعرضت للجهوية والمحسوبية، وهذا ما حرمني من نيل هذا اللقب الذي كنت أستحقه بجدارة”، يقول بغضب لا يزال يتأجج بعد عقود من الزمن.

ويضيف: “إلى يومنا هذا، لا أزال أشعر بالألم والإحباط من هذا الحرمان الظالم. لقد كنت أستحق تلك الكرة الذهبية بكل جدارة، ولكن الجهوية والمصالح الشخصية حالت دون ذلك.”

جائزة الكرة الذهبية الأفريقية، التي تُمنح سنوياً لأفضل لاعب أفريقي، كانت تُنظم في ذلك الوقت من قبل مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية منذ عام 1970. وقد شهدت الجائزة في سنواتها الأولى منافسة شديدة بين نجوم القارة الأفريقية، حيث كان التنافس محتدماً بين لاعبين من مختلف البلدان الأفريقية.

رغم الحرمان من الكرة الذهبية عام 1976، إلا أن علي بن شيخ حصل على تقدير دولي لاحقاً عندما نال الكرة الفضية الأفريقية عام 1978، محتلاً المركز الثاني خلف الغاني عبد الرزاق. هذا التكريم جاء كاعتراف بموهبته الاستثنائية وإنجازاته الكروية المتميزة.

علي بن شيخ، الذي لعب في مركز وسط الميدان، قضى معظم مسيرته الكروية مع نادي مولودية الجزائر، حيث حقق العديد من الألقاب المحلية والقارية. كما مثل المنتخب الوطني الجزائري في 63 مناسبة بين عامي 1976 و1985، وشارك في كأس العالم 1982 في إسبانيا، والألعاب الأولمبية 1980 في موسكو.

من خلال كشفه عن هذه التجربة المؤلمة، يسعى علي بن شيخ إلى إيصال رسالة مهمة للأجيال الحالية والقادمة حول ضرورة العدالة في منح الجوائز والألقاب الرياضية، وأهمية الابتعاد عن التحيز الجغرافي والسياسي في اتخاذ القرارات الرياضية.

وتبقى قصة علي بن شيخ مع الكرة الذهبية الأفريقية لعام 1976 شاهداً على أن الرياضة، رغم كونها لغة عالمية، لا تخلو من التعقيدات السياسية والاجتماعية التي قد تؤثر على إنصاف المواهب الحقيقية.

اليوم، وبعد عقود من ذلك الحرمان، يواصل علي بن شيخ نشاطه كمحلل رياضي في قناة الهداف الجزائرية، حيث يُعتبر من أبرز المحللين في الوطن العربي، وتحظى آراؤه بتقدير واسع في الأوساط الرياضية.