مع اقتراب فتح نافذة الانتقالات الصيفية لموسم 2025-2026، يتصدر اسم الدولي الجزائري السابق سفيان فيغولي عناوين الشائعات الرياضية في الجزائر، حيث تداولت تقارير إعلامية احتمالية عودته إلى الدوري الجزائري من خلال انضمامه إلى نادي مولودية وهران.
يُعتبر هذا التحرك محتملاً ليس فقط كخطوة لإحياء مسيرة لاعب متميز، بل كفرصة لتعزيز طموحات نادٍ يسعى للنهوض بعد موسم صعب شهد تخلصه من شبح الهبوط في اللحظات الأخيرة.
خلفية الصفقة المحتملة
كشفت تقارير إعلامية، عن اهتمام نادي مولودية وهران بالتعاقد مع سفيان فيغولي، الذي بقي دون نادٍ منذ انتهاء عقده مع فاتح كاراغومروك التركي في يونيو 2024.
يأتي هذا الاهتمام في سياق سعي النادي، المدعوم ماليًا من شركة “هيبروك“، لتحسين أدائه بعد موسم 2024-2025 احتل فيه المركز التاسع في الدوري الجزائري، متجنبًا الهبوط بصعوبة. الهدف الرئيسي لإدارة النادي هو بناء فريق تنافسي يهدف إلى المراكز المتقدمة في الموسم القادم، ويُنظر إلى فيغولي كإضافة قد تقود إلى هذا الهدف.
من جانب آخر، يبدو أن اللاعب نفسه، البالغ من العمر 35 عامًا، يرغب في ختام مسيرته في بلده الأم، حيث فشلت مفاوضات سابقة مع أندية مثل شبيبة القبائل ومولودية الجزائر وشباب بلوزداد في الفترات السابقة بسبب مطالب مالية أو ظروف أخرى، حسب ما ذكر موقع “العربي الجديد” في 22 يونيو 2025. هذا التوجه يعكس رغبة متزايدة بين اللاعبين الجزائريين المخضرمين، مثل إسلام سليماني وأندي ديلور، للعودة إلى الدوري المحلي لتقديم خبراتهم.
مسيرة حافلة بالانجازات
ولد سفيان فيغولي في 26 ديسمبر 1989 في لوفالوا-بيري، فرنسا، وبدأ مسيرته مع نادي غرونوبل الفرنسي، حيث اكتسب لقب “زيدان الجديد” بفضل تألقه في سن مبكرة. انتقل في 2010 إلى فالنسيا الإسباني، حيث قضى ست سنوات متميزة، شارك فيها في 158 مباراة وسجل 24 هدفًا، وفقًا لتفاصيل ويكيبيديا. لعب أيضًا دورًا بارزًا في دوري أبطال أوروبا، مما عزز مكانته كواحد من أبرز المواهب الجزائرية.
في 2016، انضم إلى وست هام يونايتد الإنجليزي في صفقة انتقال حر، ثم انتقل إلى غلطة سراي التركي في 2017، حيث فاز بلقبي الدوري التركي وبطولتي الكأس والسوبر، محققًا 34 هدفًا و32 تمريرة حاسمة في 169 مباراة، وفقًا لموقع “ترانسفر ماركت” المشار إليه في تقرير “العربي الجديد” بتاريخ 9 يناير 2025. على الصعيد الدولي، مثل الجزائر في مونديال 2014، حيث سجل هدفًا تاريخيًا ضد بلجيكا، وفاز بلقب كأس الأمم الأفريقية 2019، مما يجعله أحد أعمدة الجيل الذهبي للمنتخب.
تحديات أمام فيغولي مولودية وهران
على الرغم من خبرته الواسعة، يواجه فيغولي تحديات بسبب تقدمه في السن وقدرته البدنية بعد سنوات من الإصابات، خاصة تلك التي أثرت على مسيرته في 2009-2010 مع غرونوبل. ومع ذلك، يبقى دوره كلاعب وسط هجومي وصانع ألعاب قد يكون حاسمًا لمولودية وهران، الذي يحتاج إلى قائد يوجه الشباب مثل المدافعين والمهاجمين الواعدين في الفريق.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون هذه الصفقة فرصة للنادي لاستعادة ثقة جماهيره التي عانت من الأداء المتذبذب في الموسم الماضي. كما أن عودة لاعب من طينة فيغولي قد تلهم الجيل الجديد وتفتح الباب أمام تعاون مع أكاديميات محلية لتطوير المواهب، وهو أمر أشار إليه موقع “وين وين” في تقرير بتاريخ 22 يوليو 2024.
تأثير محتمل على الدوري الجزائري
إذا تم التعاقد مع فيغولي، قد تشهد البطولة الجزائرية نهضة في الجذب الإعلامي والتسويقي، حيث يمكن أن يجذب مباريات مولودية وهران متابعة أوسع، خاصة مع وجود بث مباشر عبر القنوات المحلية والإنترنت. كما أن نجاح هذه التجربة قد يشجع أندية أخرى، مثل مولودية الجزائر بطل الموسم 2024-2025 حسب “الجزيرة مباشر” في 21 يونيو 2025، على الاستثمار في لاعبين مخضرمين.
ومع ذلك، تظل هناك مخاوف من تكرار تجارب فاشلة للاعبين مثل إسلام سليماني وأندي ديلور، كما أشار موقع “آخر ساعة” في 31 يناير 2025، حيث قد تكون التكاليف المالية عالية مقارنة بالأداء المتوقع. يتطلب الأمر إدارة حكيمة من “هيبروك” لضمان تحقيق التوازن بين الاستثمار والنتائج.
بداية جديدة أم تحدٍ كبير؟
عودة سفيان فيغولي إلى الدوري الجزائري مع مولودية وهران قد تكون نقطة تحول إذا نجح الطرفان في استغلال الفرص المتاحة. بالنسبة لفيغولي، هي فرصة لترك بصمة في بلده الأم، بينما تمثل للمولودية فرصة لإعادة بناء هويتها الرياضية. مع اقتراب موعد إعلان الصفقة، تترقب الجماهير الجزائرية بفارغ الصبر ما إذا كان هذا الزواج سينجح أم سيكون مجرد فصل آخر في قصة طويلة مليئة بالصعود والنزول.