نجح النجم الجزائري إيلان قبال في تسجيل ثنائية رائعة قادت بها باريس أف.سي لتحقيق فوز مثير 3-2 أمام ميتز، ليُحقق الفريق الباريسي أول انتصار له في الدرجة الأولى منذ عقود طويلة. هذا الإنجاز التاريخي يكتسب أهمية مضاعفة حين نعلم أن آخر ظهور لباريس أف.سي في النخبة الفرنسية كان في موسم 1978-1979، أي منذ 46 عاماً، مما يجعل من هذا الفوز لحظة فارقة في تاريخ النادي العريق.
اللاعب الجزائري البالغ من العمر 27 عاماً المولود في 10 يوليو 1998، أثبت أنه ليس مجرد لاعب عادي، بل فنان حقيقي يملك موهبة استثنائية في صناعة الأهداف والمساهمة الفعالة في نجاح فريقه. الثنائية التي سجلها أمام ميتز كادت أن تتحول إلى هاتريك، مما يُظهر الجشع الهجومي والرغبة الجامحة في التسجيل التي يتمتع بها هذا اللاعب المميز. إيلان حقق حتى الآن هدفين وتمريرة حاسمة واحدة في موسمه الأول مع الليغ 1، مما يضعه في المقدمة بين أكثر اللاعبين مساهمة في الدوري الفرنسي الممتاز.
من الظل في الليغ 2 إلى النجومية في النخبة
ما كان يُظهره إيلان قبال في الدرجة الثانية الفرنسية من مهارات استثنائية ومواهب خارقة، كان يمر دون أن يشاهده الكثيرون، لكن الآن وقد وصل للنخبة، بات كل ما يفعله تحت أنظار الجميع. في المباراة الأولى أمام أولمبيك مرسيليا، سجل هدفاً رائعاً وصنع تمريرة حاسمة، ثم تبع ذلك بالثنائية المبهرة أمام ميتز، ليؤكد أن ما حققه في الليغ 2 لم يكن مجرد صدفة، بل موهبة حقيقية تستحق الإعجاب والتقدير.
هذا الأداء المتميز جعل اسم إيلان قبال يتردد بقوة في أوساط المتابعين والخبراء، حيث ترتفع قيمته السوقية البالغة حالياً 3.5 مليون يورو يوماً بعد يوم، ويزداد الطلب عليه من أندية أوروبية أكبر. النجاح في الليغ 1 يعني أن جميع الأبواب ستنفتح أمام هذا الموهبة الجزائرية، وأن المدح والإطراء سيتضاعف، خاصة إذا واصل هذا المستوى المتألق الذي ظهر به في بداية الموسم.
طموحات كبيرة رغم التحديات
رغم أن باريس أف.سي يُعتبر من الفرق الضعيفة على الورق مقارنة بعمالقة الدوري الفرنسي، إلا أن وجود لاعب بمواصفات إيلان قبال يُمكن أن يُغير المعادلة تماماً. اللاعب الدولي الجزائري يملك القدرة على شق طريقه نحو مكان أفضل في الهرم الكروي الأوروبي، خاصة إذا أكمل على هذا الشكل المُبهر وحافظ على مستوى أدائه العالي طوال الموسم.
إيلان، الذي يرتدي القميص رقم 10 ويبلغ طوله 169 سم ووزنه 60 كيلوجرام، مرتبط بعقد مع باريس أف.سي حتى 30 يونيو 2028، مما يُشير إلى أن النادي الباريسي يُراهن بقوة على هذا اللاعب المميز ويرى فيه مستقبلاً واعداً. المولود في مرسيليا بدأ مسيرته الكروية في مسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى أكاديمية بوردو الشهيرة، ومن ثم لعب مع ستاد ريمس في الليغ 1، مما يُظهر الخبرة التي اكتسبها في مختلف مستويات الكرة الفرنسية.
دعوة المنتخب الجزائري تُتوج الإنجازات
البداية الرائعة التي حققها إيلان قبال في الليغ 1 لم تمر مرور الكرام على المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري، الذي قرر استدعاءه رسمياً لتربص شهر سبتمبر المقبل. هذه الدعوة تُمثل تتويجاً طبيعياً للمستوى المتميز الذي ظهر به اللاعب، وتفتح أمامه أبواب تمثيل “الخضر” في التصفيات المهمة المقبلة.
وصول إيلان قبال للمنتخب الوطني يُمثل قصة نجاح حقيقية، حيث انتقل من لاعب مجهول نسبياً في الليغ 2 إلى نجم مرشح لتمثيل الجزائر في غضون مواسم قليلة. هذا المسار يُذكرنا بقصص نجاح العديد من النجوم الجزائريين الذين بدأوا من الأسفل وتمكنوا من الوصول إلى القمة بفضل الموهبة والعمل الجاد والإصرار على تحقيق الأحلام.
باريس أف.سي يعود للنخبة بقوة
النادي الذي تم شراؤه من قبل عائلة أرنولت ومجموعة ريد بول في الخريف الماضي، يعيش الآن أزهى فتراته الحديثة بعد العودة للنخبة. هذا هو الموسم الرابع للنادي في الدرجة الأولى بعد مواسم 1972-1973 و1973-1974 و1978-1979، مما يجعل من هذا الموسم محطة تاريخية مهمة في مسيرة النادي العريق.
عودة باريس أف.سي للليغ 1 تعني أيضاً عودة ديربي باريس بعد غياب دام 35 عاماً، حيث سيواجه النادي جاره باريس سان جيرمان في مواجهات تاريخية مُنتظرة. آخر مرة التقى فيها الفريقان كانت في موسم 1978-1979، حيث انتهت المباراتان بالتعادل 2-2 و1-1، ولعب النجم الأرجنتيني كارلوس بيانشي دوراً بارزاً في تلك المواجهات التاريخية.
النجاح الذي يحققه إيلان قبال مع باريس أف.سي يُمثل بداية حقبة جديدة واعدة، ليس فقط للاعب الجزائري الموهوب، بل أيضاً للنادي الباريسي العريق الذي يسعى لترك بصمة قوية في عالم كرة القدم الفرنسية والأوروبية.