في تطور مفاجئ قد يغير خريطة المنتخب الجزائري، كشفت تقارير إعلامية موثوقة أن القائمة الموسعة للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش لشهر أكتوبر ستشهد وجوهاً جديدة لمباراتي الصومال وأوغندا في إطار تصفيات كأس العالم 2026. الخبر الأبرز هو اقتراب انضمام الحارس لوكا زيدان، نجل الأسطورة الفرنسية الجزائرية الأصل زين الدين زيدان، إلى صفوف المنتخب الجزائري.
زين الدين زيدان: الجذور الجزائرية التي لا تُنسى
تشير المصادر إلى أن الحارس لوكا زيدان قد اقتنع أخيراً بفكرة تمثيل المنتخب الجزائري، خاصة وأنه لم يحصل على فرصة حقيقية للعب مع منتخب فرنسا الأول. هذا القرار يأتي بعد سنوات من التردد والتفكير، حيث يملك لوكا الجنسية الجزائرية من خلال والده الأسطورة زين الدين زيدان، الذي وُلد لأبوين جزائريين من منطقة القبائل.
المدرب الوطني بيتكوفيتش يرحب بفكرة انضمام لوكا زيدان، الذي يُعتبر خياراً واعداً لتعزيز خط الدفاع الجزائري. لوكا زيدان المولود في 13 مايو 1998 في مدينة مارسيليا، يحمل الجنسيات الفرنسية والجزائرية والإسبانية، مما يجعله مؤهلاً لتمثيل أحد هذه المنتخبات الثلاثة.
أزمة حراسة المرمى تجد حلها المنتظر
يواجه بيتكوفيتش مشاكل حقيقية في مركز حراسة المرمى منذ رحيل الحارس الأساسي وهاب رايس مبولحي عن المنتخب الوطني. لم يستقر الخضر على حارس واحد رغم الفرص المتعددة الممنوحة لكل من الحارس ماندريا وقندوز، لكن كلاهما لم يُقنعا المدرب والجماهير بمستواهما.
هذه الأزمة دفعت الجهاز الفني للبحث عن بدائل جديدة، وهنا يأتي اسم لوكا زيدان كحل محتمل لهذه المعضلة. الحارس البالغ من العمر 27 عاماً يلعب حالياً مع نادي غرناطة في الدرجة الثانية الإسبانية، ويمتلك خبرة جيدة في الدوريات الأوروبية.
مسيرة كروية واعدة رغم الظل الكبير
لوكا زين الدين زيدان بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية ريال مدريد، حيث كان والده يدرب الفريق الأول. رغم الضغوط الكبيرة التي واجهها كونه نجل أسطورة عالمية، تمكن لوكا من شق طريقه الخاص في عالم كرة القدم.
شارك لوكا سابقاً مع منتخبات الشباب الفرنسية، لكن عدم حصوله على فرصة مع المنتخب الأول فتح الباب أمام إمكانية تغيير جنسيته الرياضية. بحسب قوانين الفيفا، يحق للاعب الذي يحمل الجنسية الجزائرية تقديم طلب لتغيير جنسيته الرياضية إلى الجزائر، شريطة عدم مشاركته في أي مباراة رسمية مع المنتخب الفرنسي الأول.
تاريخ من المحاولات والتردد
ليست هذه المرة الأولى التي يُربط فيها اسم لوكا زيدان بالمنتخب الجزائري. في عام 2020، كان هناك حديث عن إمكانية انضمامه لصفوف الخضر تحت قيادة المدرب السابق جمال بلماضي، لكن الأمر لم يتم آنذاك.
عاد حارس مرمى غرناطة ليثير الجدل من جديد في مايو 2023، بعد أن أشعلت تصريحاته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن المنتخب الذي سيمثله. في ذلك الوقت، اعترف بوجود اتصالات من المنتخب الجزائري لحراسة مرمى الخضر، لكنه أبدى تردداً واضحاً في اتخاذ القرار النهائي.
بيتكوفيتش يبحث عن الحلول العملية
دخل منتخب الجزائر مرحلة جديدة تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش الذي استلم المهمة في مارس الماضي، خلفاً للمدرب جمال بلماضي. المدرب البوسني يسعى لإحداث ثورة حقيقية في تشكيلة اللاعبين، وضم لوكا زيدان قد يكون جزءاً من هذه الاستراتيجية.
يتواجد أحد أبناء أسطورة الكرة العالمية زين الدين زيدان ضمن أجندة مدرب منتخب الجزائر لكرة القدم فلاديمير بيتكوفيتش، مما يشير إلى جدية الاهتمام من الجانب الجزائري.
التحديات القانونية والإجرائية
لتمثيل المنتخب الجزائري، يجب على لوكا زيدان اتباع الإجراءات القانونية المطلوبة من الفيفا لتغيير الجنسية الرياضية. هذه العملية تتطلب وقتاً ووثائق معينة، بما في ذلك إثبات الجنسية الجزائرية وعدم المشاركة في مباريات رسمية مع منتخب آخر على المستوى الأول.
المؤشرات الإيجابية تشير إلى أن لوكا زيدان لا يُمانع في الالتحاق بصفوف المنتخب الجزائري، خاصة مع عدم وجود فرص حقيقية له في المنتخب الفرنسي تحت قيادة المدرب ديدييه ديشامب.
تأثير محتمل على معنويات الفريق
انضمام نجل زين الدين زيدان للمنتخب الجزائري سيكون له تأثير معنوي كبير على الفريق والجماهير. اسم زيدان يحمل وزناً خاصاً في الجزائر، حيث يُعتبر الوالد رمزاً للنجاح والتميز رغم عدم تمثيله للمنتخب الجزائري في مسيرته كلاعب.
هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام لاعبين آخرين من أصول جزائرية للتفكير في تمثيل الخضر، مما يعزز من عمق المنتخب الوطني وخياراته التكتيكية.
الاستعداد لمباراتي أكتوبر الحاسمتين
مع اقتراب مباراتي الصومال وأوغندا في أكتوبر المقبل، يحتاج المنتخب الجزائري لحسم جميع المراكز المهمة، وحراسة المرمى في مقدمتها. انضمام لوكا زيدان قد يوفر الاستقرار المطلوب في هذا المركز الحساس.
المنتخب الجزائري يتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم 2026، ويحتاج فقط لنقاط قليلة لضمان التأهل الرسمي. في هذا السياق، كل تعزيز للفريق يُعتبر استثماراً في المستقبل، خاصة مع اقتراب كأس العالم الذي سيقام في أمريكا الشمالية.
خاتمة تاريخية محتملة
إذا تم تأكيد انضمام لوكا زيدان للمنتخب الجزائري، فستكون هذه لحظة تاريخية تربط بين جيلين من نجوم الكرة العالمية. الابن الذي يحمل إرث الأب العظيم، لكنه يختار طريقاً مختلفاً يربطه بجذوره الجزائرية.
هذا القرار، إن تم، سيكون بمثابة اعتراف رمزي بقوة الهوية الجزائرية وقدرتها على جذب المواهب حتى لو كانت تحمل خيارات أخرى. المنتخب الجزائري ينتظر الآن الإجابة النهائية من لوكا زيدان، والتي قد تغير مجرى تاريخ حراسة المرمى في الكرة الجزائرية.