في تصريحات جديدة أثارت جدلاً واسعًا، أكد المدرب المغربي السابق لبلوزداد بادو الزاكي، الذي يُعتبر أحد أبرز الأسماء في تاريخ الكرة المغربية كلاعب وحارس مرمى، حبه الكبير للشعب الجزائري خلال فترة تدريبه لشباب بلوزداد.
وقال الزاكي في حديث له إن “طيلة فترة تدريبي للشباب التمست حبًا كبيرًا من طرف الجماهير الجزائرية، سواء مع بلوزداد أو عند تنقلي مثلًا لوهران أو تيزي وزو”، مضيفًا أن “من أراد أن يرى الحقيقة عليه بالواقع وليس المواقع”.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه التوتر الدبلوماسي بين المغرب والجزائر تصعيدًا، مع حملات دعائية من أطراف مناوئة تحاول تصوير العلاقات بين الشعبين بصورة سلبية، لكن رأي الزاكي يقدم وجهة نظر مختلفة مستندة إلى تجربته المباشرة.
تجربة ناجحة مع شباب بلوزداد
خلال فترة تدريبه القصيرة ولكن المميزة مع شباب بلوزداد، التي امتدت لمدة 6 أشهر في عام 2017، أظهر بادو الزاكي قدرته على قيادة الفريق نحو إنجازات بارزة، أبرزها الفوز بكأس الجمهورية بعد الانتصار على وفاق سطيف بهدف وحيد في المباراة النهائية.
كما نجح في إنقاذ الفريق من شبح الهبوط إلى القسم الثاني، حيث كان يتخبط في المراكز المتأخرة قبل وصوله. هذه الإنجازات جعلته محط تقدير من الجماهير البلوزدادية، التي عبرت عن حبها له خلال المباريات والتنقلات، كما أشار الزاكي في تصريحاته، مما يعكس قبولًا واسعًا تجاوز الحدود التنافسية بين الأندية.
شهادة من داخل الملعب
يعود بادو الزاكي، الذي قاد سابقًا منتخب المغرب إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004، بتجربة غنية تجاوزت الحدود المغربية، حيث عمل في عدة أندية عربية وأفريقية.
تجربته في الجزائر منحته رؤية فريدة، حيث أكد أن الاستقبال الذي لقيه من الجماهير، سواء في الجزائر العاصمة أو وهران أو تيزي وزو، كان دافئًا ومليئًا بالتقدير. هذه الشهادة تأتي في سياق تحديات دبلوماسية بين البلدين، حيث أغلقت الحدود البرية منذ 1994، لكن الزاكي يرى أن العلاقات الشعبية بين المغاربة والجزائريين تظل قائمة على الاحترام والتقدير، محذرًا من الاعتماد على الروايات الإعلامية دون الواقع المعاش.
رد على الحملات الدعائية
في الوقت الذي تشهد فيه بعض المنصات الإعلامية حملات مغربية ضد الجزائر، غالبًا بسبب الخلافات السياسية حول قضايا مثل الصحراء الغربية، يقدم الزاكي صوتًا معاكسًا يعكس تجربة حية. هذه التصريحات قد تُعتبر رسالة للتهدئة، حيث أشار إلى أن الجماهير الجزائرية لم تفرق بينه كمغربي وغيره، مما يتناقض مع الروايات التي تحاول تصوير العداء بين الشعبين. هذا الرأي مدعوم بتجارب سابقة لمدربين مغاربة آخرين عملوا في الجزائر، حيث عادةً ما يحظون بقبول كبير إذا قدموا أداءً جيدًا.
بوصلة الرأي العام
تصريحات الزاكي، التي جاءت في حوار متلفز يوم 22 يوليو 2025، أثارت تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أنها تعزز من الروابط الثقافية والرياضية بين المغرب والجزائر، بينما اعتبرها آخرون محاولة للتهدئة في وقت حساس.
مع تاريخه كأحد أفضل حراس المرمى في أفريقيا، يحمل كلامه وزنًا كبيرًا، خاصة أنه عاش تجربة مباشرة مع الشعب الجزائري. الجماهير الجزائرية، التي لا تزال تتذكر إنجازاته مع بلوزداد، رحبت بهذه التصريحات كدليل على التقدير المتبادل بين الشعبين رغم التحديات السياسية.


