أعلنت الفيفا رسميًا عن تغيير لوكا زيدان، حارس مرمى نادي غرناطة ونجل الأسطورة زين الدين زيدان، لجنسيته الرياضية ليصبح مؤهلاً للعب مع المنتخب الجزائري ابتداءً من سبتمبر 2025. هذا القرار التاريخي يفتح صفحة جديدة في مسيرة الحارس البالغ من العمر 27 عامًا، ويمنح المدرب فلاديمير بيتكوفيتش حلاً محتملاً لأزمة حراسة المرمى التي تعصف بالمنتخب الوطني منذ فترة طويلة. القرار جاء في توقيت مثالي قبل كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب، حيث تبحث الجزائر عن الاستقرار في هذا المركز الحيوي.

إحصائيات لوكا زيدان الحالية مع غرناطة
يخوض لوكا زيدان موسمًا متقلبًا مع نادي غرناطة في الدرجة الثانية الإسبانية، حيث لعب حتى الآن 4 مباريات في بداية موسم 2025-2026 واستقبل 10 أهداف دون أن يحقق أي مباراة نظيفة. هذه الأرقام تعكس الصعوبات التي يواجهها الفريق الأندلسي في بداية الموسم الجديد.
في الموسم المنصرم 2024-2025، قدم زيدان أداءً أكثر استقرارًا حيث لعب 14 مباراة في الدوري و2 في كأس الملك بإجمالي 16 مباراة. سجلت إحصائياته الدفاعية 15 هدفًا مستقبلاً في الدوري بمعدل 1.07 هدف لكل 90 دقيقة، محققًا 5 مباريات نظيفة من أصل 14 مباراة أي بنسبة 36%. من ناحية التصديات، نجح في صد 39 كرة من أصل 58 محاولة واجهها، محققًا نسبة إنقاذ تبلغ 67.24% .
أزمة حراسة المرمى في المنتخب الجزائري
يواجه المنتخب الجزائري أزمة حقيقية في مركز حراسة المرمى مع غياب الاستقرار منذ اعتزال رايس مبولحي الدولي. الوضع الحالي للحراس الثلاثة الأساسيين يعكس حجم هذه الأزمة بشكل واضح.
ألكسيس قندوز، الذي كان يلعب مع برسبوليس الإيراني، انتقل رسميًا إلى مولودية الجزائر في أغسطس 2025 بعقد لمدة موسمين. الحارس البالغ من العمر 29 عامًا أنهى تجربته مع النادي الإيراني بعد موسم واحد فقط وعاد للدوري الجزائري ليكون قريبًا من المنتخب الوطني. رغم أنه لا يزال الخيار الأول لبيتكوفيتش، إلا أن عودته للدوري المحلي تثير تساؤلات حول مستوى المنافسة التي سيواجهها.
أما ألكساندر أوكيجا، فقد تعرض لضربة قاسية بإصابة خطيرة في الرباط الصليبي مصحوبة بتمزق في الغضروف المفصلي في أغسطس 2025. الحارس البالغ من العمر 37 عامًا، والذي انتقل مؤخرًا إلى FK IMT بلغراد الصربي، سيغيب لأشهر طويلة وستفوته كأس أمم إفريقيا 2025. هذه الإصابة تمثل ضربة موجعة لآمال أوكيجا في إنهاء مسيرته الدولية بشكل مشرف.
أنطوان مندريا يمر بأصعب فترات مسيرته مع سقوط ناديه كان إلى القسم الثالث الفرنسي (National). الحارس المولود عام 1996 قرر البقاء مع النادي النورماندي رغم الهبوط، لكن اللعب في هذا المستوى المتدني يهدد مكانته مع المنتخب الوطني. موسمه الماضي كان كارثيًا بامتياز حيث استقبل 44 هدفًا في 26 مباراة ولم يحقق سوى مباراتين نظيفتين فقط.
التوقيت المثالي للانضمام
وصول لوكا زيدان يأتي في التوقيت المناسب تمامًا للمنتخب الجزائري الذي يتصدر المجموعة الحادية عشرة في تصفيات كأس العالم 2026 برصيد 19 نقطة. هذا التقدم المريح يمنح بيتكوفيتش الوقت الكافي لاختبار الحارس الجديد وإدماجه تدريجيًا في التشكيلة دون ضغوط كبيرة.
كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب تمثل الهدف الأقرب، والجزائر ضمنت تأهلها بالفعل كأحد أفضل 24 منتخبًا في القارة. هذا يتيح لزيدان فرصة ذهبية للمشاركة في محفل قاري كبير إذا أثبت جدارته خلال المعسكرات المقبلة.
المسيرة المهنية والخبرة الأوروبية
بدأ لوكا زيدان رحلته الكروية في أكاديميات ريال مدريد الملكي، حيث تدرج في جميع الفئات السنية قبل أن يحصل على فرصتين محدودتين مع الفريق الأول. تجاربه المتعددة في الدوري الإسباني شملت إعارات إلى راسينغ سانتاندر، رايو فاليكانو، وإيبار قبل انتقاله النهائي لغرناطة مقابل 500 ألف يورو.
خبرته الدولية مع المنتخبات الفرنسية الشابة تمتد من فئة تحت 17 سنة حتى تحت 20 سنة، بما في ذلك إحرازه لقب بطولة أوروبا مع فرنسا تحت 17 سنة. هذه التجربة الثرية في المحافل الدولية ستكون رصيدًا قيمًا يضعه في المنتخب الجزائري، خاصة مع معرفته العميقة بمتطلبات كرة القدم الأوروبية.
استراتيجية الاندماج مع الخضر
قرار انضمام لوكا زيدان يندرج ضمن استراتيجية أوسع للاتحادية الجزائرية لاستقطاب اللاعبين ثنائيي الجنسية ذوي الكفاءات العالية. الحارس يمتلك جذورًا جزائرية عميقة عبر والده الأسطورة زين الدين زيدان، مما يسهل عملية اندماجه مع الفريق والجماهير.
التحدي الأساسي سيكون بناء التفاهم مع خط الدفاع الجزائري وفهم أسلوب اللعب المطلوب، لكن خبرته الأوروبية الواسعة تمنحه أفضلية واضحة في هذا الصدد. المدرب بيتكوفيتش سيحتاج لاختباره في مباريات ودية قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن مشاركته في المحافل الرسمية.
طموح لوكا زيدان مع الخضر
انضمام لوكا زيدان للمنتخب الجزائري قد يمثل نقطة تحول في مسيرته المهنية، خاصة مع ضآلة فرصه في تمثيل فرنسا على المستوى الأول. الجزائر تمنحه فرصة حقيقية للمشاركة في كأس العالم 2026 وكأس أمم إفريقيا 2025، وهي محافل كان يحلم بالمشاركة فيها.
هذا القرار يعكس أيضًا رغبة الحارس في إحياء طموحاته الدولية بعد فترة من التراجع النسبي مع غرناطة في الدرجة الثانية الإسبانية. الانتماء للمنتخب الجزائري قد يفتح له آفاقًا جديدة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخب، خاصة مع الإشادة المتوقعة بهذا الاختيار من قبل الجماهير الجزائرية التي تحتفظ بذكريات جميلة مع والده الأسطوري.


