في أعقاب الفوز الواسع الذي حققه المنتخب الجزائري المحلي بنتيجة 3-0 أمام نظيره الأوغندي على أرض الأخير في الجولة الأولى من بطولة كأس افريقيا للمحليين 2025، أدلى المدرب مجيد بوقرة بتصريحات حذرة تعكس روح التواضع والتركيز على المستقبل، مشدداً على أن الطريق لا يزال طويلاً في هذه البطولة.
ويأتي هذا الفوز في إطار المنافسات الإفريقية، حيث سيطر الخضر على مجريات اللقاء بشكل كامل، خاصة في الشوط الثاني، رغم الدعم الجماهيري الكبير للفريق المضيف الذي بلغ عشرات الآلاف من المشجعين. ومع ذلك، رفض بوقرة النظر إلى الفريق كمرشح رئيسي للقب، مفضلاً نهجاً تدريجياً يركز على كل مباراة على حدة، في محاولة للحفاظ على الزخم والابتعاد عن أي شعور بالغرور قد يعيق التقدم.
بوقرة: التركيز على القادم والابتعاد عن الماضي
أكد مجيد بوقرة في تصريحاته بعد المباراة أن الفريق لا يزال أمام تحديات كبيرة، قائلاً: “لاتزال أمامنا ثلاث مباريات صعبة للغاية، البطولة السابقة أصبحت من الماضي، وفي كرة القدم عليك أن تثبت مرة أخرى”.
وأضاف المدرب الذي قاد المنتخب إلى إنجازات سابقة أن الفريق ليس مرشحاً للفوز باللقب، مشدداً على أهمية التقدم خطوة بخطوة، حيث قال: “نحن لسنا مرشحين، سنذهب خطوة بخطوة وهدفنا الآن هو الفوز بالمباراة المقبلة”.
تعكس هذه التصريحات فلسفة بوقرة التي تركز على الواقعية والتحضير النفسي للاعبين، خاصة بعد فوز مقنع أمام صاحب الأرض، حيث سجل المنتخب ثلاثة أهداف نظيفة، مع الاحتفاظ بشباكه نظيفة للمباراة التاسعة على التوالي في المباريات الرسمية تحت قيادته.
ويبدو أن بوقرة يسعى من خلال هذه الكلمات إلى تعزيز الروح الجماعية داخل الفريق، محذراً من أي تراخٍ قد يأتي بعد مثل هذا الإنجاز، ومذكراً الجميع بأن كرة القدم تتطلب إثبات القدرات في كل مناسبة جديدة، بعيداً عن الاعتماد على النجاحات السابقة التي أصبحت جزءاً من التاريخ.
سيطرة تامة وأداء فردي مميز
شهدت المباراة سيطرة جزائرية واضحة، خاصة في الشوط الثاني، حيث تمكن الخضر من التحكم التام في مجريات اللقاء أمام فريق أوغندي مدعوم بجماهيره العريضة، وانتهت بفوز عريض ومقنع بنتيجة 3-0، مع هدف ثالث يُعتبر نموذجياً يستحق الدراسة في الأكاديميات الكروية.

برزت استراتيجية “كوتشينغ” الممتازة من بوقرة، الذي قام بتحويل اللاعب مزيان إلى الجهة اليمنى، مما سمح له بالتحرر وتسجيل الهدف الثاني، فيما قدم خاسف أداءً هجومياً مميزاً بتمريرة حاسمة، وأحرز بايازيد الهدف الثالث. وفي رأي التحليل، كان بوكرشاوي رجل المباراة بفضل أدواره الدفاعية والهجومية، إضافة إلى تمريرته المفتاحية التي زادت من جمالية الهدف الثالث، بينما يُعتبر عليلات اللاعب الأكثر قدرة على تقديم إضافة للمنتخب الأول، خاصة في ظل النقص الموجود في محور الدفاع.
ومن الناحية الإحصائية، لم يتلق المنتخب أي هدف في المباراة الرسمية التاسعة على التوالي تحت قيادة بوقرة، بما في ذلك مباراتي غامبيا في التصفيات وست مباريات في شان 2023، مما يعكس قوة الخط الدفاعي.
كما وصل المنتخب المحلي إلى الفوز رقم 31 في تاريخه خلال 54 مباراة، مع 16 تعادلاً و7 هزائم، أما في المباريات الرسمية فقد حقق الفوز العاشر اليوم مع 9 تعادلات و4 هزائم. وفي سياق كأس أفريقيا للمحليين، لعب الخضر المباراة رقم 13، محققين الفوز الثامن مع 4 تعادلات وهزيمة واحدة أمام السودان في نسخة 2011. سجل مزيان هدفه السابع مع المنتخب المحلي، ليصبح ثاني أفضل هداف بعد محيوص الذي يملك 9 أهداف، فيما وقع بايازيد هدفه الثاني وغزالة هدفه الأول، مما يبرز التنوع في الخيارات الهجومية للفريق.

المحطة القادمة: مواجهة جنوب إفريقيا
مع هذا الفوز المعنوي، يتجه المنتخب الجزائري المحلي نحو المواجهة المقبلة أمام جنوب إفريقيا يوم 8 أوت على الساعة الثالثة مساءً في نفس الملعب، حيث يسعى للحفاظ على سلسلة النتائج الإيجابية وتحقيق خطوة إضافية نحو الأدوار المتقدمة. وفي ظل التصريحات الحذرة لبوقرة، يبدو أن الفريق مستعد لمواصلة الطريق بخطى ثابتة، مع التركيز على كل تحدٍ على حدة، في محاولة لتحقيق إنجاز جديد في تاريخه الكروي الغني.


